الخنساء ترثي اخاها صخرا

الخنساء                                                                            

Imageحياتها ونشأتها:
هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيهعرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت  بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين :

عصر الجاهلية 

وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. ويقال : إنها توفيت سنة 664 ميلادية

===========================================

 

قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عـــــــــــــــوَّارُ …. أمْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ أهلـهَا الدَّارُ

كانَّ عيـني لذكـراهُ إذَا خـطـــــــــــرتْ …. فيضٌ يسـيلُ علَى الخـدَّينِ مدرارُ

تبكي لصــخرٍ هي العـبرَى وَقدْ ولهتْ …. وَدونــهُ منْ جـديـدِ التُّربِ أستارُ

تبكي خناسٌ فـما تنـفكُّ مَا عمــــــرتْ …. لَها علــيهِ رنــينٌ وَهيَ مفــتـارُ

تبكي خناسٌ علَى صــخرٍ وحــقَّ لهَا …. إذْ رابـهَا الدَّهـرُ إنَّ الدَّهــرَ ضـرَّارُ

لاَ بدَّ منْ ميـتةٍ في صــرفهَا عــــــــبرٌ …. وَالدَّهــرُ في صـرفهِ حـولٌ وَأطـوارُ

قدْ كانَ فيكمْ أبـو عمــرٍو يســـودكمُ …. نعمَ المعــمَّمُ للـدَّاعــينَ نصَّـــارُ

صـلبُ النَّـحـيزةِ وَهَّـابٌ إذَا منـعُوا …. وَفي الحـروبِ جريءُ الصَّدرِ مهصارُ

يا صخرُ ورَّادَ مــاءٍ قدْ تـنـــــاذرهُ …. أهلُ المـــواردِ مَا فـي وردهِ عـــارُ

مشَـي السَّبنـتى إلى هيــجاءِ معضـلةٍ …. لهُ ســـلاحــانِ أنيابٌ وَأظـفارُ

وَما عجـــولٌ علَى بوٍ تطــيــــفُ بـهِ …. لهَا حنـيــننانِ إعـــلانٌ وَإســرارُ

ترتـعُ مَا رتعـتْ حتَّـى إذا ادّكــــرتْ …. فإنَّـنما هــيَ إقـبـالٌ وَإدبــارُ

لاَ تسمنُ الدَّهــرَ في أرضٍ وَإنْ رتــعتْ …. فإنَّــما هـــيَ تـحـنانٌ وَتسجــارُ

يومــاً بأوجـــدَ منّــي يـومَ فـــارقني …. صخـرٌ وَللـدَّهـرِ إحــلاءٌ وَإمرارُ

وإنَّ صخـــراً لواليــنَا وَسيّــدنَا …. وإنَّ صخــراً إذَا نـشـتُـو لنحَّـــارُ

وإنَّ صخـــراً لـمــقــدامٌ إذَا ركبـوا …. وإنَّ صـخـــــراً إذَا جاعُـوا لعقّــارُ

وإنَّ صخــراً لتأتـمُّ الهــــداةُ بـــهِ …. كأنَّـــهُ علمٌ في رأسـهِ نــــــــارُ

جلـدٌ جميــلُ المـحـــيَّا كاملٌ ورعٌ …. وَللحــروبِ غــداةََ الـرَّوعِ مسعـارُ

حمَّـــالُ ألويةٍ هـبّــَاطُ أوديــةٍ …. شهَّـــادُ أنـديـةٍ للجـيشِ جرَّارُ

فقلـتُ لمَّا رأيــتُ الدَّهــرَ ليسَ لهُ …. معاتــبٌ وحــدهُ يسـدي وَنيَّـارُ

لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي أخـاَ ثـقـةٍ …. كانتْ ترجَّـمُ عـنهُ قبلُ أخبارُ

فبـتُّ سـاهــرةً للنَّــجمِ أرقـبــهُ …. حتَّى أتَى دونَ غــورِ النَّجمِ أستارُ

لمْ ترهُ جـارةٌ يمــشِي بساحـتهَا …. لريبـةٍ حـيــنَ يخـلِي بيـتهُ الجارُ

ولا تراهُ وما في البيـــتِ يأكلهُ …. لكنَّهُ بارزٌ بالصَّــحنِ مـهـمــارُ

ومطعمُ القومِ شحماً عندَ مسغبهمْ …. وَفي الجدوبِ كريمُ الجدِّ ميسارُ

قدْ كانَ خالصــتي منْ كلِّ ذي نسـبٍ …. فقدْ أصيـبَ فما للعــيـشِ أوطــــارُ

مثلَ الرُّدينــيِّ لمْ تنـفـــدْ شبيـبتهُ …. كأنَّهُ تـحـتَ طــيِّ البـردِ أســوارُ

جهــمُ المحـيَّا تضيءُ اللَّيل صـورتهُ …. آباؤهُ منْ طـوالِ السَّـمكِ أحــرارُ

مورَّثُ المـجــدِ ميمـــونٌ نقيبتهُ …. ضخمُ الدَّسيـعـةِ في العــزَّاءِ مغوارُ

فـرعٌ لفـرعٍ كريمٍ غيـرِ مؤتشبٍ …. جلدُ المريرةِ عندَ الجمعِ فخَّـارُ

في جوفِ لـحــدٍ مقيمٌ قدْ تضمَّـــنهُ …. في رمســهِ مقمطــرَّاتٌ وَأحجارُ

طلقُ اليدينِ لفعلِ الخـيــرِ ذو فجــرٍ …. ضخمُ الدَّسيـعـةِ بالـخـيراتِ أمَّـارُ

ل يبكهِ مقـتــرٌ أفنــــى حريبـــتهُ …. دهـــرٌ وَحالفــهُ بؤسٌ وَإقــتـارُ

ورفقةٌ حـــارَ حاديهــمْ بمهـلـكةٍ …. كأنَّ ظلمتَـها في الطّــخيةِ القارُ

لا يمنعُ القومَ إنْ سألـوهُ خـلعــتهُ …. وَلاَ يـجــاوزهُ باللَّـيـلِ مـرَّارُ

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s